سورة آل عمران - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (آل عمران)


        


قوله تعالى: {زيِّن للناس حب الشهوات} قرأ أبو رزين العقيلي، وأبو رجاء العطاردي، ومجاهد، وابن محيصن {زين} بفتح الزاي {حب} بنصب الباء، وقد سبق في البقرة بيان التزيين. والقناطير: جمع قنطار، قال ابن دريد: ليست النون فيه أصلية، وأحسب أنه معرب. واختلف العلماء: هل هو محدود أم لا؟ فيه قولان. أحدهما: أنه محدود، ثم فيه أحد عشر قولاً. أحدها: أنه ألف ومئتا أوقية، رواه أبيّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم وبه قال معاذ بن جبل، وابن عمر، وعاصم بن أبي النجود، والحسن في رواية. والثاني: أنه اثنا عشر ألف أوقية، رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وعن أبي هريرة كالقولين، وفي رواية عن أبي هريرة أيضاً: اثنا عشر أوقية. والثالث أنه ألف ومئتا دينار، ذكره الحسن ورواه العوفي عن ابن عباس. والرابع: أنه اثنا عشر ألف درهم، أو ألف دينار، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وروي عن الحسن، والضحاك، كهذا القول، والذي قبله. والخامس: أنه سبعون ألف دينار، روي عن ابن عمر، ومجاهد. والسادس: ثمانون ألف درهم، أو مئة رطل من الذهب، روي عن سعيد بن المسيب، وقتادة. والسابع: أنه سبعة آلاف دينار، قاله عطاء. والثامن: ثمانية آلاف مثقال، قاله السدي. والتاسع: أنه ألف مثقال ذهب أو فضة، قاله الكلبي. والعاشر: أنه ملء مسك ثور ذهباً، قاله أبو نضرة، وأبو عبيدة. والحادي عشر: القنطار: رطل من الذهب، أو الفضة، حكاه ابن الأنباري. والقول الثاني: أن القنطار ليس بمحدود. وقال الربيع بن أنس: القنطار: المال الكثير، بعضه على بعض، وروي عن أبي عبيدة أنه ذكر عن العرب أن القنطار وزن لا يحد، وهذا اختيار ابن جرير الطبري. قاله ابن الأنباري: قال بعض اللغويين: القنطار: العقدة الوثيقة المحكمة من المال. وفي معنى المقنطرة ثلاثة أقوال. أحدهما: أنها المضعَّفة، قال ابن عباس: القناطير ثلاثة، والمقنطرة تسعة، وهذا قول الفراء. والثاني: أنها المكملة، كما تقول: بدرة مبدَّرة. وألف مؤلَّفة، وهذا قول ابن قتيبة. والثالث: أنها المضروبة حتى صارت دنانير ودراهم، قاله السدي. وفي المسومة ثلاثة أقوال. أحدها: أنها الراعية، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال سعيد بن جبير، ومجاهد في رواية، والضحاك، والسدي، والربيع، ومقاتل. قال ابن قتيبة: يقال: سامت الخيل، وهي سائمة: إذا رعت، وأسمتها وهي مسامة، وسومتها فهي مسوَّمة: إذا رعيتها والمسومة في غير هذا: المعلمة في الحرب بالسومة وبالسيِّماء، أي: بالعلامة. والثاني: أنها المعلمة، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال قتادة، واختاره الزجاج، وعن الحسن كالقولين. وفي معنى المعلمة ثلاثة أقوال. أحدها: أنها معلمة بالشية، وهو اللون الذي يخالف سائر لونها، روي عن قتادة. والثاني: بالكي، روي عن المؤرج. والثالث: أنها البلق، قاله ابن كيسان. والثالث: أنها الحسان، قاله ابن عكرمة، ومجاهد. فأما الأنعام، فقال ابن قتيبة: هي: الإبل، والبقر، والغنم، واحدها. نعم، وهو جمع لا واحد له من لفظه. والمآب: المرجع. وهذه الأشياء المذكورة قد تحسن نية العبد بالتلبس بها، فيثاب عليها، وإنما يتوجه الذم إلى سوء القصد فيها وبها.


قوله تعالى: {قل أؤنبئكم بخير من ذلكم} روى عطاء بن السائب عن أبي بكر بن حفص قال: لما نزل قوله تعالى: {زين للناس حب الشهوات}. قال عمر: يارب الآن حين زينتها؟! فنزلت: {قل أؤنبئكم بخير من ذلكم} ووجه الآية أنه خبَّر أن ما عنده خير مما في الدنيا، وإن كان محبوباً، ليتركوا ما يحبون لما يرجون. فأما الرضوان، فقرأ عاصم، إلا حفصا وأبان بن يزيد عنه، برفع الراء في جميع القرآن، واستثنى يحيى والعليمي كسر الراء في المائدة في قوله تعالى: {من اتبع رضوانه} [المائدة: 16]. وقرأ الباقون بكسر الراء، والكسر لغة قريش. قال الزجاج: يقال رضيت الشيء أرضاه رضىً ومرضاة ورِضواناً ورُضواناً. {والله بصير بالعباد}. يعلم من يؤثر ما عنده ممن يؤثر شهوات الدنيا، فهو يجازيهم على أعمالهم.


قوله تعالى: {الصابرين} أي: على طاعة الله عز وجل، وعن محارمه {والصادقين} في عقائدهم وأقوالهم {والقانتين} بمعنى المطيعين لله {والمنفقين} في طاعته. وقال ابن قتيبة يعني: بالنفقة الصدقة. وفي معنى استغفارهم قولان. أحدهما: أنه الاستغفار المعروف باللسان، قاله ابن مسعود، والحسن في آخرين. والثاني: أنه الصلاة. قاله مجاهد، وقتادة، والضحاك، ومقاتل في آخرين. فعلى هذا إنما سميت الصلاة استغفاراً، لأنهم طلبوا بها المغفرة. فأما السحر فقال إبراهيم بن السري: السحر: الوقت الذي قبل طلوع الفجر، وهو أول إدبار الليل إلى طلوع الفجر، فوصفهم الله بهذه الطاعات ثم وصفهم بأنهم لشدة خوفهم يستغفرون.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8